ان كيدهن عظيم

(ايفانوفيتش فافيلونوف ) الذي توفي بمتلازمة الزوجة الشريرة ومعاقرة الخمر في قصة موت موظف للكاتب الروسي ( أنطون بافلوفيتش تشيخوف ) .. يصف حالة زوجة (ايفانوفيتش) تشق الجيوب وتهيل التراب على رأسها .. وفي طقوسية مكشوفة تصيح والتابوت ينزل الى المقبرة ( ادفنوني معه هيا ما الذي يمنعك ) ..!!
(زوجة بافيلونوف) تقنع من الموقف بالاياب بحثا عن معاش الذي اهيل عليه التراب ..!!
( صفية فركاش البرعصي) زوجة القذافي تسلم نفسها للثوار عقب اكثر من اربعين عاما في نعيم السلطة وصولجانها تاركة القذافي وحيدا كالسيف ..!!
(صفية البرعصي) المرأة التي بدأت حياة السياسة والترف باستئصال الزائدة الدودية للقذافي .. وانهتها باستئصال ثورة تتأهب عقب اسبوع للاحتفال بعام جديد يضاف الى عمرها..!!
العروش العربية التي تهاوت والتي تنتظر دورها... بينها تشابه كبير في كثير من الجوانب كفترة البقاء في الحكم والايادي الخفية التي تدير .. وفي كلها – العروش التي تهاوت- شكلت المرأة الضلع الاهم .. !!
في تونس كشفت ثورة الربيع أن زين العابدين بن علي لم يك سوى اراجوز صغير تديره مصففة الشعر الحاذقة (ليلى الطرابلسي) يمينا ويسارا كيفما تشاء وكيفما يتفق مع مصالح اهلها .. امرأة تخرق دستور بلادها تهب الوظيفة العامة لمن يروقها من حارقي البخور وما اكثرهم في بلاد العرب.. وذات الحقوق مكفولة لاهلها واقاربها الذين يزجون بالمسؤلين في غياهب السجون الى حين ويطلقون سراحهم بعد اكتراع الكؤوس .. بعد مذابح التخلص من الإسلاميين التي قام بها زين العابدين بن علي، تحجبت السيدة ليلى طرابلسي تقود ثورة تغيير اسلامية في الاقتصاد وانشاء الاذاعات القرآنية ..!!
في مصر لم يكن الحال باحسن من تونس الخضراء فالرئيس حسني مبارك كان منزوع الصلاحيات فالقرارات الخطيرة من صلاحيات الهانم (سوزان صالح ثابت) كأنما تتصرف في املاك والدها توّجت نفسها ملكة علي ‬عرش مصر تتحرك في مواكب رئاسية وسط حراس أشداء بل خصصت لها رئاسة الجمهورية طائرة لاستخدامها في ‬تنقلاتها مثلما ‬يفعل الرئيس مبارك نفسه .. (سوزان مبارك) المرأة السبعينية عرف عنها غلظة القلب و سلاطة اللسان و انعدام الشفقة و نقصان الرحمة و الانسانية..!!
ثورة الفاتح من سبتمبر التي احتسبت منذ شهور في عداد الموتى ..كان للممرضة السابقة (صفية فركاش البرعصي) مهام تصريف الحكم وان كانت في بدايات الثورة المؤودة زاهدة في الاتصال بوسائل الاعلام ، لكن في الفترة الاخيرة بدأت تقوم بنشاطات اجتماعية مختلفة وتهتم بالظهور في اجهزة الاعلام ، فظهرت في احتفالات ليبيا بالثورة، مع زوجات الرؤساء الضيوف واثناء الثورة الشعبية التي اطاحت بزوجها كان لها كلمات مسموعة عبر اجهزة الاعلام ..(صفية فركاش) لها اهتماماتها التجارية ايضا فهي تملك طيران البراق التي تستأثر بنقل حجاج ليبيا سنويا .. !!
ثمّة تساؤلات تبرز الى السطح عن توقيت قيام هذه الثورات التي ازاحت الاراجوزات العربية من مسارح الحكم ، هل مثلت مفاجأة للعالم ؟ ام ان الشباب الذي قاد هذه الثورات كان مجرد كومبارس يخدم سياسة ومصالح الدول المتقدمة او حتى القطب الاحادي الذي يحكم العالم حاليا؟ ..!!
احداث كثيرة فيما مضى ادارتها الرؤوس العربية التي اطيح بها لصالح الغرب تارة باسم الحرب ضد الارهاب واحيانا باسم الفوضى الخلاقة ويقبضون الثمن حماية لعروشهم من رياح التغيير ، فهل الى هنا انتهت المهمة ام انها جزاء سمنار ..؟؟
الاحداث التي تدور الان تعيد الاذهان الى الحرب على العراق .. والحيثيات التي بررت قيام الحرب للبحث عن السلاح النووي والكيميائي وغيره والتسهيلات التي قدمها مدير الوكالة الدولية للطاقة (محمد البرادعي) ..(البرادعي) الذي صاغ المبررات يبحث عن مكافأته بحكم مصر .. والثورات في مجملها يقوم بتنفيذها تيار اسلامي ويطرح شعارات اسلامية .. فمن يقف وراء هذه الثورات ؟ ولمصلحة من تعمل الحركات الاسلامية ..!!
ذات (الحركات الاسلامية) التي نفذت للولايات المتحدة خطتها في القضاء على المعسكر الشرقي في افغانستان هي ذات (الحركات الاسلامية) التي تناصبها الآن العداء وترصد مليارات الدولارات للقضاء عليها .. !!هل يمكن ان يفهم من كل ذلك محاولة من امريكا لتحسين صورتها في العالم الخارجي التي تشوهت كثيراً بمساعدتها أنظمة الطغاة ضد رغبة شعوبها لعقود من الزمان.. فالثورات العربية خلقت إرادة وقوة موازية لأي نفوذ اجنبي في منطقة الفوران الثوري، شاءت أم أبت تلكم الدول ، بل ويذهب مراقبون إلي أبعد من ذلك، فقد رأي هؤلاء المراقبون أن الثورات والانتفاضات العربية ضد أنظمتها القمعية الفاسدة، لم تُسقط فقط الديكتاتوريات الحاكمة، بل أسقطت معها "الإمبراطورية الغربية عامة والامريكية تحديدا في الشرق الأوسط وشمال افريقيا "..!!